6 Maggio 2024

زهوري الثلاث

زهوري الثلاث

(قصيدة شعرية مهداة لقداسة البابا فرنسيس)

من ديوان ” دماء الكلمات” – للشيخ تيديان غاي طبعة كاناجا 2018

الزهرة الأولى تولد ولا تموت

بذرتها الحب

و أوراقها تعزف الناي باسمه.

استمع لصوتها يقول:

لقد ولدت بين بيت لحم والقدس

جسدي يتحمل الألم،

وصرخات الأطفال، والنساء، والرجال.

اسمي يظل صورة حبك

الذي يتغنى بتواضع المؤمن الأعظم.

أحمل معي ندوب النظرات التائهة

أحمل معي النظرات الضائعة في محيط المعاناة،

أحمل معي صرخة الأمل

أنا الزهرة التي تنبت حُب المعبد

أنا نور الروح القدس،

أنا النور الخافت لروح السلام

أنا بلّورة صغيرة تتغنّى بسماء السلام.

يا زهرة اسمك المسيح لأنكِ الحب.

زينت اسمك الذي لا يعرف الجحيم

وقد أشعل بداخلي بخورًا يعطر خطواتي

وخطوات شعبك وخطوات شعبنا.

عندما أفكر فيكي تضيء الغرفة

بضوء سماوي خافت

مرئي وغير مرئي في السماء المرصعة بالنجوم التي تمجدك،

قلبك أنقذني من الظُلم.

زهرتي الثانية تنمو

وعندما تتكلم ترسم بيديها

الطريق إلى السلام.

السلام كُنتي والسلام أنتِ

اسمع يا إسرائيل:

الرب إلهنا، الرب واحد أحد.

كررتها ثلاث مرات

ست مرات، تسع مرات، اثنتي عشرة مرة

لقد كررت ذلك عدة مرات

لقد همست بها للنباتات

لقد خصبت بها سحابك

لقد حسنت نطقها في آيات صلواتك

لقد وهبتها للمتعطشين للسلام

لقياس حبك العميق

“أنت تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وروحك وقواكَ.”

لقد كررت سرك

لأنك ذلك النجم الذي يتبعني ويرشدني

من الفجر حتى الغروب

أنتِ الريح التي تنعش صمت لياليَّ المظلمة

أنتِ ذلك الهواء النقي العليل،

الذي ينفس في ظلمتي التي تحتضن ظلمتك.

من الظلام تولد ظلمتك التي تبقى بين أفكاري

نَفسُك يسحرني.

أنت يا موسى اتبعني لتعانق خطواتي

جسدي وأظافري وشَعري

مِنْ ضفيرتك حكمتي.

ما هو رأي فيك؟ أنا أكتب اسمك

على أبواب المنازل

لأنك المحبة والسلام.

لأنك أنت مذبح السلام

لأنك قوس السلام

لأنك شرف السلام.

لأنك قلب الكلمة

لأنك شريان الحياة الموجود.

ولدت زهرتي الثالثة وما زالت حية

تعيش في كل مكان، فهي رحمة

زهرتي البيضاء الخصبة، الحمراء المليئة بالحياة

عالية تداعب الجبال

عابرة سبيل سامية تقرض أشعار السلام.

عندما تتفتح زهرتي تنادي حدقات العين البليغة

ونظرات الحب والسلام التي لا تولد أبدًا

في قحولة الأراضي، ولكن في ثراء السماء الخصبة بالكلمات.

زهرتي الثالثة هذه لا تعرف الدم

رائحتها مليئة بالعطور

يا زهرتي أقول لك:

أود أن يكون قلبك جُبّ من العسل

أود أن يبلغ نظرك أفق الرهبان

أود أن تكون خطواتك طريق بني إسرائيل.

أنا أؤمن بإيمان واحد فقط

وزهوري الثلاثة

أضعهم في مزهرية واحدة

لرسم إيمان واحد

لنحت ضوء واحد

للتغني بترنيمة واحدة

للتلويح بعلم واحد

ذلك العلم هو الكنيسة

ذلك العلم هو المعبد اليهودي

ذلك العلم هو المسجد.

أحضر المزهرية وأسقيها بماء واحد فقط

الماء المقدس الصافي

الماء المقدس العطر

الماء المقدس المبارك الذي سيغمر العالم.

زهوري الثلاث تصبح شجرة

ظَلِيلة شادية

مضيافة ومحافظة

تنشد صمت البركات

وتملأ الأعين بالأحلام الجميلة.

زهوري الثلاث تصبح واحدة

تولد في فناء أنيس

يحتوي أبجديات السلام

ويملأ الأعين بالأحلام الجميلة.

زهوري الثلاث تصبح واحدة

في شفق المساء

تضيء الشلالات الخشبية

وتملأ الأعين بالأحلام الجميلة.

زهوري الثلاث تصبح واحدة

للاعتراف بدين الحب.

زهوري الثلاث تصبح واحدة

لتُجمع

صفحات الانجيل

والصحف العبرية

وسور القرآن.

أوراقي الثلاث،

أبناء إبراهيم الثلاثة

ثلاثة مقاطع هي

الحُب.[1]

أيتها الزهرة، أنتِ الإيمان العزيز.

[1] كلمة حُب باللغة الإيطالية تساوي amore وهي مقسمة إلى ثلاث مقاطع صوتية A-MO-RE.

Lascia il tuo commento

*


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.